الخميس، 20 أغسطس 2009

حــرية التعـ......بير


وأنا أتصفح موقعي وجدت دعوة للتضامن من أجل حرية التعبير في العراق قبلتها وتضامنت معها كغيري وضحكت من كل قلبي وهي حالة نادرة لكنها لم تكن من الفرح بالحرية بل من سماجة الموقف وضحالة الواقع ونتانة رائحة الكذب التي تزكمنا منذ وعينا على الحياة في بلد المهاترات الأول ...
القصة ببساطة صحفي يكتب موضوع ضد جهة متنفذة في الدولة ويوقف عن العمل من قبل مؤسسته الصحفية الحكومية أو التي تجاهد لتبدو غير حكومية دون جدوى لو أن القضية مجردة هكذا لكانت أكثر عادية من العادي لكن وهنا القضية ...
هنالك جملة علامات شك واستفهام لا تقبل الدحض ..
أولاً إن السنة سنة فاصلة للانتخابات ومن يفوز سيبقى أربع سنين عجاف يشفط من نفط وفحط العراق والعراقيين والصراع على أشده وهو كما اعتدنا عليه صراع غير شريف لمصالح و أهداف غير شريفة والمتصارعون يحتلون كراسي السلطة ويرهنون كل مقدرات البلد ومصائر الشعب في هذه اللعبة وكأنها تركة أجدادهم لاحسي الأحذية ..
ثانياً أي حرية يتحدثون عنها متى وأين وكيف جاءتنا وعلى أي بعير أعور وبيد أي عاهر شمطاء تحمل مصاحف الصحراء اليابسة النتنة لتبيد حلماً حضارياً طالما وئد وتمرغ في الدم ...
ما الحرية في العراق سوى حجر افتراضي في الأفواه مثل ما يقولون خرزة عن الطنطل والطنطل معروف من هو هنا ...
ثالثاً من عاش مأساة العراق والعراقيين وواقعهم المر منذ التغيير الفاشل وخبر لعبة فرق الموت الحزبية الميليشياوية الإسلاماوية الديمقراطاوية الشوفينياوية يعرف حق المعرفة ما هو مصير من يمس هذا الحزب أو ذاك أو أحد جلاوزته بكلمة أو يفضحهم في شروى نقير أو أو أو والى آخر التجاوزات على حرمة السماء والطارق ... فما الذي حرى بصديقنا الصحفي الحر لهذا الموقف الوطني الإسلامي الشرعي الحوزوي اللاستيكي ....؟
دون أن تكون هناك جهة منتفعة تقف خلفه من وراء حجاب تبعد عنه شبح المقبرة أو كومة الأزبال في الأحرى كما كان مصير الأقلام الشريفة التي صدقت خدعة حرية التعبير أو أقنعت نفسها لا فرق فالمصير واحد ....
رابعاً من يكون هذا الصحفي الشجاع الذي تحدى المصائب وتحدى الصعاب مثل عدنان صاحب لينا ولم يأبه لشماتة الأعداء ولا للوظيفة المرموقة من سنوات في عش اللقلق ...
هو كما تعلمون صحفي مناضل معارض كان يعمل في صحيفة نداء الرافدين التي كانت تصدر في سوريا عن المجلس العلوي للثورة العلوية والباقي معروف وكان بيان ابن جبر آل صولاغ يوزع بعض أعدادها العصريات على البايسكل مثل حلال المشاكل ...
خامساً هل اكتشف صديقنا الوطني بعد كل هذه السنين في الخدمة والورع والتقوى أن أسياده هم مجرد قتلة ولصوص ..؟ وأي كهف كان ينام فيه قبل أن يبعث الله بجبرائيل ليقرأ عليه الحقيقة ويرسله رحمة للشعب ومبشراً ونذيراً...؟
وهل كنت تعتقد أيها الهمام أن من يسرق حبيبات الحنطة المنذورة لحمام الحضرة ليتسممها يتورع عن سرقة الملايين والمليارات من دولارات العراق ...؟
وهل كان الضحايا الثمانية من المبشرين بالجنة لتتم صحوتك العاتية على أيديهم فيما كان مئات آلاف الشهداء الأبرياء طوال سنين الذبح من أبناء القحبة ولم تكن لهم حوبة...؟
وهل الكم مليون التي سرقت كانت أول وأكبر وأعظم سرقات العراق التاريخية لتهتز شواربك الإفتراضية وتجرد فقارك وتطيح برؤوس اللصوص القتلة ...؟
سادساً أليس غريباً التركيز في المقال على الإنتخابات وبطانياتها فنراه يطير قليلا ويكب على وجهه في وسط البطانيات ... وهل كانت هذه الجهة السياسية التي كان يخدمها وحدها التقتل والتسرق والتوزع بطانيات الإنتخابات واكياس الرز والحمص والملابس الرخيصة على من افقرت وهجرت ورملت وأثكلت ويتمت بعد أداء يمين العباس ...؟
سابعاً هل تستغربون التحولات والتقلبات وتبديل الجلود بسرعة البرق وفق سبحان مغير الأحوال من محتال لمحتال ولا أقول كلمة أخرى على نفس الوزن والقافية اتركها لمن يحب التعبير بها .. لا أعتقد ان هنالك مجال للاستغراب خصوصاً في الوسط الصحفي أو ما يسمى بالوسط الصحفي الذي يمشي وفق قاعدة الذي ((ينكح أمنا يصير عمنا)) وللذي يلعب جيبه تشتغل حملات الدعارة وينشط قواديها بهوياتهم الصحفية وتنحني الهامات التي تعودت الإنحناء والركوع والسجود للسحت وورقه الملطخ بدم العراقيين المغضوب عليهم دائماً من غير ذنب ولا جريرة سوى انهم جاؤا للحياة في هذا البلد ...
ختاماً تهنئة من الأعماق للجهة الراعية للإعلان والتظاهرة ولعودة الصحفي الشجاع لمنصبه سالماً غانماً ولدجاج المزبلة من أحزاب الرخص التي ما صدقت وطلعت تعمل دعايات على حس الطبل ... وعميق مواساتنا وحزننا وألمنا عليك ياعراق ..
وما تزال ميلودي تتحدى الملل
وعاشت عزيزة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق